كيف نهدأ عندما يموج العالم

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلدنا الحبيب سوريا، و الظروف الصعبة التي تعيشها اميركا بسبب التغيرات السياسية الحالية، الطيران الذي يسقط من السماء، حوادث الخطف و القتل، حوادث السير المروعة، جرائم الحرب، تروما الاعتقال، فقدان الاتزان و الهوية.. يصعب على الانسان ان يجد منجى و ملجأ و تنعدم قدرته على إيجاد الطمأنينة 

النتيجة هي شعور بالقلق المعمم، الخوف من كل شيء، التوقف عن ممارسة تفاصيل الحياة اليومية المعتادة، تجنب الناس، فقدان الامل، و الاكتئاب.

ما الذي يمكن عمله في هذه الظروف للحفاظ على صحتك النفسية؟

١. ابتعد عن الضجيج الإعلامي

خفف من التعرض للأخبار السلبية قدر المستطاع، واستبدل وقت تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بقراءة كتاب جديد. القراءة ليست مجرد تسلية، بل هي ملاذ، تهدئ جهازك العصبي، وتفتح لك أبواب عوالم أخرى، تمنحك الحكمة والمسافة اللازمة لرؤية الأمور من منظورٍ أوسع.

٢. تذكّر أن الأزمات جزءٌ من نسيج التاريخ

لا توجد حقبة في الزمن كانت خالية من الأزمات—سواء كانت سياسية، بيئية، أو اقتصادية. البشر صمدوا، تأقلموا، ومضوا قدمًا، وهذه اللحظة ليست استثناءً.

٣. اصنع لنفسك ملاذًا آمنًا

في عالمٍ يضجّ بالفوضى، تحتاج إلى مساحة صغيرة تشعر فيها بالأمان. قد تكون زاويةً في منزلك، غرفةً تُضفي عليها لمساتك الخاصة، أو حتى بقعةً تحت شجرة في حديقة قريبة. المهم أن تجد مكانًا يُشعرك بالطمأنينة، مهما كان بسيطًا.

٤. دع الأوكسيتوسين يكون منقذك

هذا الهرمون الساحر قادر على تهدئة مشاعر الخوف والقلق. كيف تحفزه؟ من خلال اللمس والتواصل الجسدي مع من تحب. عانق أطفالك، والديك، شريكك، أصدقاءك المقربين. كل لمسة دافئة تطلق دفعةً من الأوكسيتوسين، تعيد ضبط جهازك العصبي، وتهدّئ قلبك.

٥. ركّز على ما يمكنك تغييره

عندما يبدو العالم وكأنه ينهار، ركّز على دائرتك الصغيرة. فكر في تحسين جودة نومك، طعامك، أو روتينك اليومي ولو بأبسط الطرق. هذه التغييرات الصغيرة تمنحك إحساسًا بالسيطرة، وتجدد داخلك شعور الأمل والإمكانية.

٦. مدّ يد العون، لتجد نفسك أكثر ثباتًا

أثبتت الدراسات أن مساعدة الآخرين لها تأثير إيجابي على صحتك النفسية، يفوق حتى تلقي المساعدة. عندما تمنح من وقتك أو جهدك لشخص يحتاجك، فأنت لا تُنقذه فقط، بل تُعيد بناء نفسك أيضًا.

٧. استمدّ طاقتك من الطبيعة

الماء، العشب، الهواء، كلّها عناصر حية يمكنها مساعدتك على التوازن. اخرج للمشي، ضع قدميك الحافيتين على الأرض، اجعل الماء ينساب على جسدك في حمام دافئ طويل. تمامًا كما يُطلق العناق الأوكسيتوسين، فإن ملامسة الطبيعة تساعد في إعادة ضبط إيقاعك الداخلي، وتخفيف الضغط العصبي المتراكم.

٨. تحرّك، ودع جسدك يتحرر من الكورتيزول

القلق ليس مجرد فكرة، إنه حالة جسدية. كل خلية في جسدك تشعر به، تتأثر به، وتحمله. لكنك تستطيع تخفيفه عبر الحركة. امشِ، اركض، اسبح، أو حتى اقفز في مكانك! أي حركة ترفع معدل ضربات قلبك تساعد جسدك على التخلص من الكورتيزول، هرمون التوتر، وتتركك في حالة أكثر توازنًا وراحة.

٩. نم جيدًا، فأنت بحاجة إلى إعادة شحن نفسك

كما أن الحركة تساعدك في تصريف التوتر، فإن النوم هو آلية أخرى طبيعية لتنقية الجسد من الكورتيزول وإعادة ضبط الجهاز العصبي. نقص النوم يزيد القلق، لذا اجعل النوم الجيد أولوية.

١٠. امنح وقتًا لروحك، بأي طريقة تناسبك

مهما كانت قناعاتك، هناك راحة في الطقوس الروحية. إن كنت ترغب في الصلاة، فهذه فرصتك للبدء. إن كنت تفكر في التأمل أو اليوغا، جربهما الآن لترى أثرهما على هدوئك الداخلي. الصيام، سواء الديني أو الصحي، يُساعد في تصفية الذهن وتجديد الطاقة. جرّب أن تضيف يومًا من الصيام إلى أسبوعك، وستلاحظ الفرق.

في النهاية، لا يمكننا تغيير كل شيء من حولنا، لكن يمكننا دائمًا تغيير طريقة استجابتنا له. نحن لسنا بلا حول ولا قوة، نحن نملك في داخلنا قوةً خفيّة، تنبع من فطرتنا التواقة للنمو و الشفاء، ما ان قدمنا لها الغذاء الروحي و الجسدي المناسب و الرعاية العطوفة حتى تبدأ في التعافي. اعط الوقت و الاهتمام لنفسك، ليس بالرغم من العاصفة بل تحديدا بسبب العاصفة، هذه طريقك الوحيدة للعبور الى بر الأمان.

Next
Next

لماذا نخسر مراهقينا و كيف نستعيدهم