Circular design featuring a spiral stem growing from roots, symbolizing growth and connection.

المركز النفسي البحثي التربوي (مَ.نْ.بِ.تْ)

الجذور الإنسانية والرؤية العلاجية الحديثة

Traditional courtyard with stone walls, archways, and a small fountain surrounded by potted plants. Stairs with a decorative railing and wooden doors lead to an upper level. Natural sunlight illuminates the space.

يهدف مركز مَ.نْ.بِ.تْ إلى إحياء النظرة الشمولية للصحة النفسية التي كانت سائدة في مختلف العلوم القديمة، سواء الإغريقية أو الإسلامية. يستلهم المركز أفكار أرسطو وابن سينا عن وحدة النفس والجسد، وينطلق في خطته العلاجية التكاملية من فهمهما كعنصرين مترابطين لا يمكن لأحدهما أن يصلح دون الآخر.

تتجاوز هذه النظرة الحضارات القديمة لتعود إلى جذور الإنسانية الأولى، حيث لم يكن الإنسان "بدائيًا" بل كان أكثر انسجامًا مع طبيعته. وحدة النفس والجسد هي انعكاس لوحدة المادة والطاقة، وهي جوهر القوانين الطبيعية التي تربطنا بالكون. كما الذرّة أو الزهرة، يحمل كل إنسان داخله برنامجًا فطريًا أودعته الطبيعة فيه ليكون بوصلةً لفهم العالم وحماية نفسه.

على مر العصور، اعتز الناس بفطرتهم، لكن في العصر الحديث، تم تجاهلها حتى أصبحت تُعتبر غير علمية. في الحقيقة، الفطرة هي ما ساعدنا على البقاء والتطور. يؤكد جون بولبي على دور البيئة التكيفية الأولى، التي لاحظها في الشعوب الأصلية المعتمدة على الصيد وجمع الثمار، حيث كانت فطرتهم هي الأساس في تربية أطفالهم وإدارة حياتهم. هؤلاء كانوا أكثر تكيفًا وسعادة مقارنةً بالشعوب الغربية الحديثة.

قراءتي لأبحاث بولبي دفعتني للتعمق في علم النفس التطوري والأنثروبولوجيا، حيث وجدت أن صعوباتنا الحالية مرتبطة بابتعادنا عن نمط حياتنا الأول. أبحاث علم النفس العصبي والجينات والتغذية وغيرها تؤكد أن بيئتنا التكيفية الأولى كانت النموذج الأفضل للصحة النفسية والجسدية.

انطلاقًا من هذه الرؤية، طور المركز خطة علاجية تكاملية تجمع بين العودة للطبيعة، تقوية الروابط الاجتماعية، وتعزيز النشاط البدني، لإعادة التوازن النفسي والجسدي. فلسفة مَ.نْ.بِ.تْ تؤمن بأن الماضي يحمل مفاتيح المستقبل، ومن خلال هذه القيم الأساسية يمكننا تحقيق السعادة والمرونة النفسية لكل فرد.

أهلا بك الى المنبت، إلى الموطئ الأول حيث جميعنا نبدأ

المنبت هو الجذر الذي يبقينا على قيد الحياة، لا يمكن الا ان نعتل باعتلاله ولا يمكن الا أن نزدهر بصحته

هو مدخلنا لفهم كيف أصبحنا من نكون، ووسيلتنا للسير نحو من نريد أن نصير

ْخطة العمل في مركز مَ.نْ.بِ.ت

الخطوة الأولى: الاستشارة
قبل البدء بأي خطة علاجية، يتوجب على المتعالج حجز استشارة أولى للتعرف على البرنامج واختبار مدى ملائمته لاحتياجاته.

الخطوة الثانية: اختيار البرنامج
بعد الاستشارة، يقرر المتعالج إما الالتزام بخطة علاجية أو الاعتماد على استشارات متفرقة أو دورية. إذا اختار المتعالج البرنامج التكاملي، سواء كان فرديًا، زوجيًا، أو تربويًا، عليه الالتزام بالشهر التشخيصي الأول. خلال هذا الشهر، تُجرى ثمان جلسات بمعدل جلستين أسبوعيًا، مع ملء استبيانات واختبارات متعددة للحصول على تشخيص شامل ودقيق. يهدف هذا الشهر إلى دراسة الحالة بعمق وبناء علاقة علاجية متينة، وهي ركيزة أساسية لنجاح العلاج.

الخطوة الثالثة: الخطة
في نهاية الشهر التشخيصي، يحصل المتعالج على خطة مكتوبة تحتوي على التعديلات المطلوبة لتحسين صحته النفسية والعامة.

الخطوة الرابعة: العمل النفسي
إذا استمر المتعالج في الالتزام بالبرنامج، يبدأ العمل النفسي العميق مع متابعة تقدمه في النواحي الحياتية الأخرى. كما يمكن للمتعالج اختيار العمل بشكل مستقل على خطته العلاجية مع حجز استشارات متفرقة عند الحاجة.

توصيات المركز
يوصي المركز بجدولة جلستين أسبوعيًا خلال الشهرين الأولين، ثم تقليلها إلى جلسة أسبوعيًا لمدة 2-4 أشهر إضافية. المدة الكاملة للعلاج تُقدّر بين 4-6 أشهر، ولكن يمكن أن تزيد أو تقل حسب طبيعة المشكلة ومدى التزام المتعالج بالخطة.

أعظم خطأ يرتكبه الأطباء هو محاولتهم علاج الجسد دون محاولة علاج العقل، فالعقل والجسد كيان واحد ولا ينبغي علاجهما بشكل منفصل

- أفلاطون-

Geometric patterned artwork with stars and shapes